الاثنين، 15 نوفمبر 2010

قصة الطفل والهاتف

هذه القصة ضمن 66 قصة ذات معاني جميلة ، وأهداف نبيلة ، يضمها كتاب ( الأسلوب الأقوى والألطف فى التغيير) وتحكي هذه القصص بين طياتها الكثير من المواقف التي تستنبط منها الفائدة والعبرة ، والتي بالتأكيد إن شاء الله ستغير كثيراً سلوكياتنا ومن المفاهيم غير الصحيحة التي نتمسك بها ولا نعي بأنها كذلك. اتمني ان ننتفع بها.

خرج الطفل من المنزل وذهب إلى أحد المحلات المتخصصة في بيع
المواد الغذائية ، وفي هذا المحل يوجد هاتف يمكن لزوار المتجر أن
يتحدثوا من خلاله مجاناً، ولكن هذا الصبي الصغير لم يذهب لأخذ ما يريده من المتجر كعادته بل توجه مباشرة إلى الهاتف .
صاحب المتجر فطن إلى أن بعض الأطفال قد يروق له اللعب بهذا الهاتف مما يفسد الهدف الذي وضعه من أجله، لذلك فقد عمد إلى تركيبه بحيث لا يصل إليه الأطفال، ولكن بطل قصتنا تناول صندوقاً ووضعه عند الهاتف ليستطيع الاتصال من خلاله، راقب صاحب المتجر الموقف ولم يزجر الصبي ولكنه أرعى سمعه للمحادثة التي تمت.
قال الصبي من خلال الهاتف : سيدتي ، أيمكنني العمل لديك في تهذيب عش حديقتك ؟
أجابت السيدة : لدي من يقوم بهذا العمل .
قال الصبي : سأقوم بالعمل بنصف الأجرة التي يأخذها هذا الشخص .
أجابت السيدة : أنا راضية بعمل ذلك الشخص ولا أريد استبداله .
رد الصبي : بإلحاح شديد- : سأنظف أيضاً ممر المشاة والرصيف أمام منزلك ، ستكون حديقتك أجمل حديقة في مدينة بالم بيتش في فلوريدا .
مرة أخرى تجيب السيدة بالنفي ، عندها تبسم الصبي وأقفل سماعة الهاتف .
تقدم صاحب العمل إلى هذا الصبي وقال له : لقد أعجبتني همتلك العالية وأحترم هذه المعنويات الإيجابية فيك وأعرض عليك فرصة للعمل لدي في المحل،

أجابه الفتى بقوله :
لا ، شكراً لعرضك، غير أني فقط كنت أتأكد من أدائي للعمل الذي أقوم به حالياً، إنني أعمل لدى هذه السيدة التي كنت أتحدث إليها .

حبيبتى .. ألا نستطيع أن ننظر إلى أعمالنا بميزان الدقة والجودة ؟
حبيبتى .. أنعجز أن نقوم بما قام به هذا الصبي من التقييم الذاتي وحساب النفس في أمور الدنيا والآخرة ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق